فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في الإتيان:
هو مجئٌ بسهولة.
ومنه قيل للسّيل المارّ على وجهه: أَتِىُّ، وأَتاوىٌّ.
وبه شُبّه الغريبُ، فقيل: أَتاوىّ.
والإِتيان قد يقال للمجيءِ بالذات، وبالأَمر، والتدبير.
ويقال في الخير، وفى الشرّ، وفى الأَعيان، وفى الأَعراض، كقوله تعالى: {أَتَى أَمرُ اللهِ} {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ} {أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ} وعلى هذا النحو قول الشاعر:
أَتيت المروءَة من بابها

وقول الصاحب:
أَتتنِىَ بالأَمس إِتيانةً ** تُعَلِّل رُوحي برَوْح الجبان

كعهد الصِّبا ونسيم الصَّبا ** وظلّ الأَمان ونيل الأَماني

فلو أَنَّ أَلفاظه جُسّمت ** لكانت عقود نُحور الغواني

وقوله تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى} أي لا يتعاطَوْن وقوله: {يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ} فاستعمال الإِتيان هنا كاستعمال المجئ في {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} يقال: أَتيته، وأَتَوْتُهُ، ويقال للسّقاء إِذا مُخِض وجاء زُبْدُه: قد جاء أَتْوهُ، وتحقيقه: جاء ما مِن شأْنه أَن يأْتي منه. فهو مصدر في معنى الفاعل.
وأَرض كثيرة الإِتاء- بالمدّ- أي الرَّيْع.
وقوله: {مَأْتِيًّا} مفعول من أَتيته وقيل معناه آتيا فجعل المفعول فاعلا وليس كذلك، بل يقال: أَتيت الأَمر وأَتانى الأَمر ويقال: أَتيته بكذا وآتيته كذا.
قال تعالى: {فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا}.
وكلّ موضع ذكر في وصف الكتاب: {آتينا}، فهو أَبلغ من كلّ موضع ذُكِر فيه {أُوتوا}، لأَنَّ {أُوتوا} قد يقال إِذا أُوتى مَنْ لم يكن منه قَبُول، و{آتينا} يقال فيمن كان منه قبول.
والإِتيان جاء في القرآن على ستَّةَ عشرَ وجهًا:
الأَوّل: بمعنى القُرْب الزَّمانى: {أَتى أَمْرُ الله} أي قَرُب وقتهُ.
الثَّانى: بمعنى وصول شيءٍ بشيءٍ {أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ} أي أَصابكم.
الثالث: بمعنى القَلْع وخراب البناء: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِّنَ الْقَوَاعِدِ} أي قلعها وخرَّبها.
الرّابع: بمعنى العذاب والعقوبة: {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ} أي عذَّبهم.
الخامس: بمعنى سَوْق الرِّزق {يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ} أي يسوقه الله.
السّادس: بمعنى الصّحبة وقضاء الشَّهوة: {أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء}.
السّابع: بمعنى الخَوضْ في المنكَرات من الأَعمال: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} أي تخوضُون فيه.
الثامن: بمعنى الانقياد والطاعة: {إِلاَّ آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا} أي إِلاَّ وينقاد للرّحمان.
التَّاسع: بمعنى الإِيجاد والخَلْق {وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} أي يخلق ويوجِد.
العاشر: بمعنى حقيقة الإِتيان والمجئ: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ} أي جاءت.
الحادي عشر: بمعنى الظهور والخروج: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} أي يظهر ويخرج.
الثاني عشر: بمعنى الدّخول: {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} أي وادخلوها.
الثالث عشر: بمعنى المرور والمضىّ {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ} أي مَضَوْا.
الرابع عشر: بمعنى إِرسال الآيات، وإِنزال الكتاب، {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ} أي أَرسلنا وأَنزلنا.
الخامس عشر: بمعنى التعجيل والمفاجأَة: {أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا} أي فاجأَها.
السّادس عشر: بمعنى الحلول والنُّزول: {وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ} أي يحِلّ بهِ.
قوله: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} قرأَها حمزة موصولة أي جيئونى.
والإِتياء: الإِعطاء.
وخصّ دفع الصّدقة في القرآن بالإِتياء نحو: {آتُوا الزَّكاةَ}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة: قوله جل ذكره: {بسم الله الرحمن الرحيم}.
ألف الوصل في {بسم الله} لم يكن لها في التحقيق أصل، جلبت للحاجة إليها للتوصل بها إلى النطق بالساكن، وإذ وقع ذلك أنفا عنها أسقطت في الإدراج، ولكن كان لها بقاء فيي الخط وإن لم يكن لها ظهور في اللفظ فلما صارت إلى بسم الله اسقطت من الخط كذلك، وكذلك من ازداد صحبة أستأخر رتبة.
ويقال أي استحقاق لواو عمرو حتى ثبتت في الخط؟ وأي استحقاق إلى الألف في قولهم قتلوا وفعلوا؟ وأي موجب لحذف الألف من السموات؟
طاحت العلل في الفروق، وليس إلا اتفاق الوضع، كذلك الإشارة في أرباب الرد والقول، قال تعالى: {إن ربك فعال لما يريد} [هود: 107].
{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}.
صيغة أتى للماضي، والمراد منه الاستقبال لأنه بشأن ما كانوا يستعجلونه من أمر الساعة، والمعنى {سيأتي} أمر القيامة، والكائناتُ كلُّها والحادثات بأَسْرِها من جملة أمره، أي حصل أمرُ تكوينه وهو أمر من أموره لأنه حاصلٌ بتقديره وتيسيره، وقَضَائه وتدبيره؛ فما يحصل من خير وشرَّ، ونفع وضرِّ، وحلو ومُرِّ. فذلك من جملة أمره تعالى.
{فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} وأصحاب التوحيد لا يستعجلون شيئًا باختيارهم لأنهم قد سقطت عنهم الإرادات والمطالبات، وهم خامدون تحت جريان تصريف الأقدار؛ فليس لهم إيثار ولا اختيار فلا يستعجلون أمرًا، وإذا أَمَّلوا شيئًا، أو أُخْبِروا بحصول شيءٍ فلا استعجال لهم، بل شأنهم التأنِّي والثباتُ والسكونُ، وإذا بَدَا من التقدير حُكمٌ فلا استعجالَ لهم لما يَرِدُ عليهم، بل يتقبلون مفاجأةَ التقدير بوجهٍ ضاحك، ويستقبلون ما يبدو من الغيب من الردِّ والقبول، والمنع والفتوح بوصف الرضا، ويحمدون الحق- سبحانه وتعالى- على ذلك.
{سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تعالى عما يشركون بربهم، والكفار لم ييسر لهم حتى أَنَّه لا سكَنَ لقلوبهم من حديثه.
{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}.
ينزل الملائكة على الأنبياء- عليهم السلام- بالوحي والرسالة، وبالتعريف والإلهام على أسرار أرباب التوحيد وهم المُحَدَّثًُون، وإنزالُ الملائكةِ على قلوبهم غيرُ مردودٍ لكنهم لا يُؤْمَرُون أن يتكلموا بذلك، ولا يكملون رسالةً إلى الخَلْق.
ويُراد بالروح الوحي والقرآن، وفي الجملة الروح ما هو سبب الحياة؛ إمَّا حياة القلب أو حياة الدنيا.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3)}.
خَلَقَها بالحق، ويَحكُم فيها بالحق، فهو مُحِقٌّ في خَلْقِها لأنَّ له ذلك ويدخل في ذلك أمرُه بتكليف الخَلْق، وما يَعْقُبْ ذلك التكليفَ من الحَشْرِ والنَّشْرِ، والثواب والعقاب.
{وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تقديسًا وتشريفًا له عن أن يكون له شريك أو معه مليك. اهـ.

.تفسير الآيات (4- 6):

قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}.

.مناسبة الآيات لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان خلق السماوات والأرض غيبًا لتقدمه، وكان خلق الإنسان على هذه الصفة شهادة، مع كونه أدل على ذلك من حيث إنه أشرف من كل ما يعبده من دون الله، ولن يكون الرب أدنى من العبد أصلًا، قال معللًا: {خلق الإنسان} أي هذا النوع الذي خلقه أدل ما يكون على الوحدانية والفعل بالاختيار، لأنه أشرف ما في العالم السفلي من الأجسام لمشاركته للحيوان الذي هو أشرف من غيره بالقوى الشريفة من الحواس الظاهرة والباطنة، والشهوة والغضب، واختصاصه بالنطق الذي هو إدراك الكليات والتصرف فيها بالقياسات {من نطفة} أي آدم عليه السلام من مطلق الماء، ومن تفرع منه بعد زوجه من ماء مقيد بالدفق، ولما كان- مع مشاركته لغيره من الحيوان في كونه من نطفة- متميزًا بالنطق المستند إلى ما في نفسه من عجائب الصنع ولطائف الإدراك، كان ذلك أدل دليل على كمال قدرة الفاعل واختياره، فقال تعالى: {فإذا هو} أي الإنسان المخلوق من الماء المهين {خصيم} أي منطيق عارف بالمجادلة {مبين} أي بين القدرة على الخصام، وموضح لما يريده غاية الإيضاح بعد أن كان ما لا حسّ به ولا حركة اختيارية عنده بوجه، أفلا يقدر الذي ابتدأ ذلك على إعادته!
ولما صار التوحيد بذلك كالشمس، وكان كل ما في الكون- مع أنه دال على الوحدانية- نعمة على الإنسان يجب عليه شكرها، شرع يعدد ذلك تنبيهًا له على وجوب الشكر بالتبرؤ من الكفر، فقال مقدمًا الحيوانات لأنها أشرف من غيرها، وقدم منها ما ينفع الإنسان لأنه أجلّ من غيره.
مبتدئًا بما هو أولاها بالذكر لأنه أجلّها منفعة في ضرورات المعيشة وألزمها لمن أنزل الذكر بلسانهم: {والأنعام} أي الأزواج الثمانية: الضأن والمعز والإبل والبقر {خلقها} غير ناطقة ولا مبينة مع كونها أكبر منكم خلقًا وأشد قوة.
ولما كان أول ما يمكن أن يلقى الإنسان عادة من نعمها اللباس، بدأ به، فقال على طريق الاستئناف: {لكم فيها دفء} أي ما يدفأ به فيكون منه حر معتدل من حر البدن الكائن بالدثار بمنع البرد، وثنى بما يعم جميع نعمها التي منها اللبن فقال: {ومنافع} ثم ثلث بالأكل لكونه بعد ذلك فقال تعالى: {ومنها تأكلون} وقدم الظرف دلالة على أن الأكل من غيرها بالنسبة إلى الأكل منها مما لا يعتد به، ثم تلاه بالتجمل لأنه النهاية لكونه للرجال فقال تعالى: {ولكم} أي أيها الناس خاصة {فيها} أي الأنعام {جمال} أي عظيم.
ولما كان القدوم أجل نعمة وأبهج من النزوح، قدمه فقال: {حين يريحون} بالعشي من المراعي وهي عظيمة الضروع طويلة الأسنمة {وحين تسرحون} بالغداة من المُراح إلى المراعي، فيكون لها في هاتين الحالتين من الحركات منها ومن رعاتها ومن الحلب والتردد لأجله وتجاوب الثغاء والرغاء أمر عظيم وأنس لأهلها كبير. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}.
اعلم أن أشرف الأجسام بعد الأفلاك والكواكب هو الإنسان، فلما ذكر الله تعالى الاستدلال على وجود الإله الحكيم بأجرام الأفلاك، أتبعه بذكر الاستدلال على هذا المطلوب بالإنسان.
واعلم أن الإنسان مركب من بدن ونفس، فقوله تعالى: {خَلَقَ الإنسان مِن نُّطْفَةٍ} اشارة إلى الاستدلال ببدنه على وجود الصانع الحكيم، وقوله: {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} إشارة إلى الاستدلال بأحوال نفسه على وجود الصانع الحكيم.
أما الطريق الأول: فتقريره أن نقول: لا شك أن النطفة جسم متشابه الأجزاء بحسب الحس والمشاهدة، إلا أن من الأطباء من يقول إنه مختلف الأجزاء في الحقيقة، وذلك لأنه إنما يتولد من فضلة الهضم الرابع، فإن الغذاء يحصل له في المعدة هضم أول وفي الكبد هضم ثان.
وفي العروق هضم ثالث.
وعند وصوله إلى جواهر الأعضاء هضم رابع.
ففي هذا الوقت وصل بعض أجزاء الغذاء إلى العظم وظهر فيه أثر من الطبيعة العظيمة، وكذا القول في اللحم والعصب والعروق وغيرها ثم عند استيلاء الحرارة على البدن عند هيجان الشهوة يحصل ذوبان من جملة الأعضاء، وذلك هو النطفة، وعلى هذا التقدير تكون النطفة جسمًا مختلف الأجزاء والطبائع.
إذا عرفت هذا فنقول: النطفة في نفسها إما أن تكون جسمًا متشابه الأجزاء في الطبيعة والماهية، أو مختلف الأجزاء فيها، فإن كان الحق هو الأول لم يجز أن يكون المقتضى لتولد البدن منها هو الطبيعة الحاصلة في جوهر النطفة ودم الطمث، لأن الطبيعة تأثيرها بالذات والإيجاب لا بالتدبير والاختيار.
والقوة الطبيعية إذا عملت في مادة متشابهة الأجزاء وجب أن يكون فعلها هو الكرة، وعلى هذا الحرف عولوا في قولهم البسائط يجب أن تكون أشكالها الطبيعية في الكرة فلو كان المقتضى لتولد الحيوان من النطفة هو الطبيعة، لوجب أن يكون شكلها الكرة.
وحيث لم يكن الأمر كذلك، علمنا أن المقتضى لحدوث الأبدان الحيوانية ليس هو الطبيعة، بل فاعل مختار، وهو يخلق بالحكمة والتدبير والاختيار.
وأما القسم الثاني: وهو أن يقال: النطفة جسم مركب من أجزاء مختلفة في الطبيعة والماهية فنقول: بتقدير أن يكون الأمر كذلك، فإنه يجب أن يكون تولد البدن منها بتدبير فاعل مختار حكيم وبيانه من وجوه:
الوجه الأول: أن النطفة رطوبة سريعة الاستحالة، وإذا كان كذلك كانت الأجزاء الموجودة فيها لا تحفظ الوضع والنسبة، فالجزء الذي هو مادة الدماغ يمكن حصوله في الأسفل، والجزء الذي هو مادة القلب قد يحصل في الفوق، وإذا كان الأمر كذلك وجب أن لا تكون أعضاء الحيوان على هذا الترتيب المعين أمرًا دائمًا ولا أكثريًا، وحيث كان الأمر كذلك، علمنا أن حدوث هذه الأعضاء على هذا الترتيب الخاص ليس إلا بتدبيرالفاعل المختار الحكيم.